تامر عبد الحميد (أبوظبي)

منذ أن دخلت مجال التمثيل، تنتهج الفنانة بثينة الرئيسي سياسة تقديم عمل فني واحد في العام، حيث تنتقي أدوارها بعناية وترفض الظهور بأكثر من شخصية، وتسير وفق خطة مدروسة، حتى أصبح لحضورها الدرامي بصمة خاصة، وفي رمضان هذا العام تستعد الرئيسي لتصوير دورها في المسلسل الجديد «الديرفة» الذي تعده مفاجأة من العيار الثقيل، وفي الوقت نفسه كشفت عن أنها انفصلت فنياً عن المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، وقررت أن تصبح سيدة أعمال، واتجهت إلى مشاريع تجارية أخرى في مجال «البيزنس» والمجوهرات لضمان مستقبلها.
وعن تفاصيل مسلسلها الجديد «الديرفة» أوضحت الرئيسي، أن العمل يتولى إخراجه «مناف عبدال»، وتأليف علياء الكاظمي، ويشاركها في البطولة نخبة كبيرة من النجوم على رأسهم الفنان محمد المنصور الذي طالما تمنت أن تقف أمامه في عمل واحد فني، خصوصاً أنه فنان مبدع ومخضرم، وتمثيله المتمكن يدفع أي فنان لإخراج كل طاقاته الإبداعية، إلى جانب كل من هيفاء عادل وأسمهان توفيق ونور وحسين المهدي وغدير السبتي.
وأشارت إلى أن «الديرفة» سيكون مفاجأة من بالعيار الثقيل لجمهورها، حيث تلعب دوراً بشكل مختلف لم تظهر به في أعمالها السابقة، حيث إنه عمل تراثي تدور أحداثه في قالب اجتماعي لا يخلو من المفارقة الدرامية والتشويق، ويحاكي العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، رافضة الكشف عن أبعاد شخصيتها، لكي لا تحرق المفاجأة على جمهورها، وقالت: هذا أمر اعتدته في أغلب أعمال التي أشارك بها، حيث أحاول قدر المستطاع الحفاظ على سرية الشخصية، وأتطلع أيضاً لمعرفة آراء الجمهور عقب عرض المسلسل»

10 نصوص
بثينة التي شاركت في رمضان الماضي بطولة مسلسل «محطة انتظار»، لفتت إلى أنها اختارت «الديرفة» بين 10 نصوص عرضت عليها هذا العام، ورغم أن أغلبها مميز، إلا أنها وجدت «الديرفة» الأفضل فنياً بالنسبة لها، لاسيما أنه يحمل فكرة جديدة ويصور حقبة زمنية قديمة إلى جانب القضايا التي يناقشها التي تطرح للمرة الأولى على الساحة الدرامية الخليجية.
ونفت الرئيسي ما يتردد حول مشاركتها في عمل أخر بعنوان «سبع أبواب»، وقالت: ما قيل غير صحيح، فمن المعروف عني أنني انتهج سياسة المسلسل الواحد في العام الواحد، وأفضل فكرة تقديم عمل قوي عن المشاركة في بطولة 5 أعمال ضعيفة المستوى، كما أنني أؤمن بأن المشاركة في أكثر من عمل من الممكن أن يحقق التواجد والحضور، لكنه يحرق الممثل فنياً، فأنا احترم عقلية المشاهد في أعمال الفنية، ولا أحب التشتيت في الأدوار وتقمص أكثر من شخصية في الموسم الواحد، لافتة إلى أن مسلسليها «صديقات العمر» و«ذكريات لا تموت» خير دليل على كلامها، حيث قدمت كل واحد منهم في عام مختلف، ولا يزال الجمهور حتى الآن يتذكرهما.

ضعف الميزانية
وعن رأيها فيما يقدم حالياً في الساحة الدرامية الخليجية، قالت: جميل أن أشاهد كثافة في عدد الأعمال المقدمة، لكن مع الأسف من دون جودة، والسبب في ذلك يرجع إلى المنتجين والقنوات، الذين أضعفوا الميزانيات بتقسيمها على أكثر من عمل، ما أضعف الدراما الخليجية، فإذا ركز على منتج في وضع ميزانيته كاملة على إنتاج مسلسل واحد فقط، ستظهر أعمال قوية وترقى بالمستوى، لافتة إلى ظهور منتجين جدد في الفترة الأخيرة متوقعة أن يغيرون من نهج الدراما إلى الأعلى، خصوصاً أنهم دخلوا هذا المجال حباً فيه ولتقديم الأعمال الهادفة والراقية مثل المنتج عبد الله بوشهري.
ونوهت الرئيسي على عامل أخر مهم كان سبباً في ضعف الإنتاج، وهو المعلن، الذي توجه في السنوات الخمس الأخيرة إلى السوشيال ميديا، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع اللوم، خصوصاً أنها تعلم جيداً أن السوشيال ميديا أصبحت الأقوى والأسرع انتشاراً وتوزيعاً.

شركة إنتاج
توجهت بعض الفنانات الخليجيات في الفترة الأخيرة إلى «البيزنس» في المجال الفني، حيث أسسن شركات إنتاج خاصة بهن، وحول إذا كانت تفكر في الأمر نفسه قالت الرئيسي: «البيزنس» بشكل عام ضمانة للمستقبل، خصوصاً أن مشاركات الفنان في أعمال فنية غير مضمونة بشكل سنوي، الأمر الذي يتطلب التفكير في مصدر دخل آخر، ولا أنكر أنني في صدد الدخول في مجال «البيزنس» ولكنه بعيداً عن المجال الفني، لاسيما أنني على علم بأن هناك بعض الفنانات اللواتي أسسوا شركات إنتاج فنية وخسروا بعض زملائهم بسبب هذا العمل، لذلك فأنا لست في حاجة لأن أخسر علاقات سواء فنية أو شخصية بسبب العمل الفني.

ذكريات
اعتبرت بثينة الرئيسي أن مسلسل «أم البنات» مع سعاد عبد الله، هو العمال الدرامي الذي صنعها وعرفها للجمهور، أما النقلة النوعية لها فكانت في مسلسل «ما نتفق»، وترى أن أدوارها عائشة في «صديقات العمر» وسارة في «ذكريات لا تموت» وميرا في «ما نتفق» هي الأهم والأبرز، والتي حققت انتشاراً ونجاحاً كبيرين، فهم يمثلوا لها وللجمهور بالفعل «ذكريات لا تموت».

انفصال فني
كونت بثينة الرئيسي مع المخرجة الإماراتية نهلة الفهد ثنائياً فنياً في السنوات الماضية، خصوصاً بعد أن تعاونا سوياً في تقديم أعمال درامية، كان آخرها «حرب القلوب» و«ساعة الصفر»، لكنها أعلنت انفصالهما الفني وليس الشخصي، وأرجعت السبب إلى الفهد نفسها التي ابتعدت عن الدراما، حيث لم تجد العمل القوي الذي يضيف لها.